بيروت، 17 تشرين الثاني 2024
يشهد لبنان اليوم مرحلة حرجة من التصعيد الأمني والسياسي، حيث تواصلت الغارات الجوية الإسرائيلية على مواقع مختلفة في البلاد، مما أسفر عن دمار كبير وسقوط ضحايا مدنيين. يأتي ذلك وسط استمرار الأزمة الاقتصادية التي تثقل كاهل اللبنانيين.
الوضع الميداني: تصعيد غير مسبوق
منذ ساعات الصباح الأولى، استهدفت الطائرات الإسرائيلية مواقع متعددة في الضاحية الجنوبية لبيروت، ومناطق أخرى في الجنوب والبقاع. الغارة الأبرز كانت على قرية الخريبة في بعلبك، حيث أسفرت عن مقتل ستة أشخاص، بينهم ثلاثة أطفال، وإصابة 11 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.
الهجمات الأخيرة أدت إلى تصاعد حالة الذعر بين المدنيين، ودفعت آلاف العائلات إلى النزوح نحو المناطق الأقل توترًا، مما يزيد من الضغط على الخدمات الإنسانية المحدودة أصلاً.
التحركات السياسية: مبادرات دبلوماسية لإنهاء الأزمة
في خضم التصعيد العسكري، سلّمت السفيرة الأمريكية في لبنان مقترحًا لوقف إطلاق النار إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري. يتضمن هذا المقترح إعادة تفعيل القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن، والذي ينص على انسحاب كل القوات المسلحة غير الشرعية من جنوب لبنان.
حتى الآن، لم تصدر ردود رسمية من حزب الله بشأن المقترح، فيما أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ضرورة حماية المدنيين وعودة الاستقرار كأولوية مطلقة.
المواقف الإقليمية والدولية
إيران، التي تُعتبر الداعم الرئيسي لحزب الله، أكدت على لسان مستشار الزعيم الأعلى علي خامنئي أنها ستدعم أي قرار تتخذه “المقاومة” في المفاوضات الجارية. هذا التصريح يعكس عمق الترابط بين الأزمة اللبنانية وتوازنات القوى الإقليمية.
على الجانب الآخر، دعت فرنسا والاتحاد الأوروبي إلى وقف فوري للتصعيد، محذرين من تداعيات الحرب على استقرار المنطقة بأكملها.
الأثر الداخلي: معاناة متفاقمة للشعب اللبناني
يعيش اللبنانيون اليوم في ظل ظروف قاسية، حيث تفاقمت الأزمة الاقتصادية بسبب النزاع الأخير. أسعار المواد الغذائية والوقود شهدت ارتفاعًا جنونيًا في الأيام الماضية، في حين يعاني القطاع الصحي من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الأساسية نتيجة الحصار المفروض على بعض المناطق.
يقول علي حسن، أحد سكان الضاحية الجنوبية:
“كل يوم نعيش بين الحياة والموت. لا نعرف متى ستضرب الغارة القادمة. أطفالنا لا يستطيعون النوم، ونحن فقدنا الأمل بحلول قريبة.”
النظرة المستقبلية: أمل ضئيل ولكن موجود
رغم المشهد القاتم، يرى البعض أن المبادرات الدبلوماسية قد تفتح بابًا نحو التهدئة. مع ذلك، يبقى الوضع هشًا ومفتوحًا على كل الاحتمالات، خاصة مع استمرار الاستهداف المتبادل بين حزب الله وإسرائيل.
لبنان اليوم في مفترق طرق حاسم. إما أن ينجح المجتمع الدولي في فرض هدنة تعيد الاستقرار، أو يستمر التصعيد ليضيف المزيد من المعاناة إلى بلد أنهكته الأزمات المتلاحقة.