المرشد الأعلى الإيراني سيتحدث اليوم، لكنّ ما سيقوله ليس ذا أهمية، إذ دأب على الكذب منذ عقود، وفق المقال. ثورة “المرشد” خدعت الشعوب، أشعلت الحروب، وأعادت الإيرانيين وغيرهم إلى عصورٍ مظلمة، باسم الدين الذي صار ذريعة لقمع الحريات وقتل الأبرياء، كما الحال في إيران وأذرعها بالمنطقة.
الثورة المزعومة أفضت إلى تهجير الأقليات وقمع الديمقراطية، مدّعية حماية الشعوب، لكنها لم تجلب سوى السجون بدل الجامعات، والخوف بدل النقاش. توسّعت “دولة المرشد” من طهران إلى بيروت تحت شعار تحرير القدس، بينما بقي الفلسطينيون بعيدين عن أرضهم، والشعوب الأخرى غارقة في الحروب والفقر.
في الأشهر الأخيرة، انكشف زيف هذه الثورة أمام وقائع دامغة. ينتظر السوريون الحرية بعد عقودٍ من القمع، فيما لبنان يترقب مستقبله بعد انتخابات الرئاسة، وسط تساؤلات حول استمرار هيمنة حزب الله وسلاحه.
صوت المعذّبين الخارجين من سجون الأسد يعلو فوق كلام المرشد، وضجيج طائرات الاحتلال الإسرائيلي يتردد في الأفق، تاركًا إرثًا من القهر والتدمير باسم شعارات جوفاء. وختامًا، القائد الذي أراد ثورة لم يجلب إلا الظلم والتشويه.