المقارنة بين غياب رفيق الحريري وغياب حسن نصر الله تبدو مغرية، لكنها تخفي تعقيدات جوهرية. فبينما تحوّل غياب الحريري إلى امتداد لحضوره السياسي والمعنوي، بدا اغتيال نصر الله إعلانًا عن نهاية زمنه ومشروعه.
اغتيال الحريري لم يكن مجرد لحظة سياسية، بل محطة أعادت تعريف الخيارات الوطنية، وجعلت مشروعه للدولة نقطة استدلال دائمة في مستقبل لبنان. على العكس، جاء اغتيال نصر الله ليكشف عن وهم الاستمرارية لمشروعٍ فقد مبرراته. ومع انهيار “حزب الله”، باتت إيران في موقع دفاعي، وسقطت تحالفاتها في مأزق لا تملك أدوات التعامل معه.
فيما لا يزال صوت الحريري حاضرًا في مفردات الدولة والسيادة، تبدو جنازة نصر الله محطة أخيرة في مسار التراجع. ويبقى السؤال: أي الرجلين سيبقى اسمه محفورًا في ذاكرة لبنان، وأيّهما سيكون مجرد سطر في أرشيف النزاعات المنسية؟
#رفيق_الحريري#حسن_نصر_الله#لبنان#سياسة#التاريخ#حزب_الله#إيران#سيادة#استقلال#مستقبل_لبنان